بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب احداث القبائل

17  ربيع الثاني 1422هـالموافق لـ 09 جويلية 2001م

المجلس الإسلامي الأعلى يحضر لاستئناف نشاطه الثقافي،و يصدر بيانا في ختام اجتماعه:

عقد المجلس الإسلامي الأعلى اجتماعا يوم الاثنين 17 من ربيع الثاني 1422 هـ الموافق09 جويلية 2001، برئاسة الدكتور الشيخ أبو عمران، الرئيس الجديد للمجلس، درس فيه برنامج عمله نشاطه الثقافي، و بعض القضايا التنظيمية. و تطرق، بهذه المناسبة، إلى الأوضاع الأليمة التي عاشتها الجزائر، في الأسابيع الأخيرة. و أصدر في ختام اجتماعاته، البيان الآتي:

– يسجل المجلس الإسلامي الأعلى، بحسرة و ألم، الأحداث المأساوية، التي هزت أركان الاستقرار، في بعض جهات الوطن، و هدت تماسك الشعب الجزائري ووحدته الوطنية؛ يترحم على جميع ضحايا هذه الأحداث الأليمة.

– يعبر عن ألمه و تأثره العميق بالأضرار التي لحقت ثروات الوطن ومكاسب الشعب وممتلكاته العمومية و الخاصة.

– و إذ يسجل المجلس اتجاه الأوضاع نحو التحسن و الهدوء والاستقرار؛ فإنه يناشد الأمة، وأولياء الأمور، و كل العقلاء، و قادة الرأي في البلاد، أن يعبئوا طاقاتهم، و يوحدوا جهودهم لتعميق روح الأخوة، و توثيق أواصر القربى، بين أبناء الوطن الواحد استجابة لقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم و اتقوا الله لعلكم ترحمون)الحجرات الآية 10، و قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا، و لا تناجشوا، و لا تباغضوا، ولا تدابروا، و لا يبع بعضكم على بيع بعض، و كونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، و لا يخذله، ولا يكذبه، و لا يحقره. التقوى هاهنا. ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم. كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمهُ، و مالهُ، وعرضهُ” رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

– يدعو إلى العناية بتربية الناشئة تربية إسلامية متكاملة، و تثقيف الشباب بالثقافة الصحيحة، التي تربي فيهم الضمير الحي، و الخلق الحميد، وتغرس فيهم حب الله و حب الوطن، و تنشئهم على الفضيلة و الاستقامة، و حب الخير و حب العمل، و تحصنهم من عوامل الزيغ و الانحراف، حتى لا ينقلب شبابنا خصما لدينه و أمته،و يفرّط في مكتسبات وطنه.

– يهيب بالسلطات العمومية أن تبذل مزيدا من الجهود، للتكفل بمتطلبات الشباب الثقافية، و تلبية حاجاته الاقتصادية والاجتماعية، و تجنيده نحو أهداف سامية، في خدمة أمته ووطنه.

– يدعو مؤسسات الدولة و كل الهيئات المعنية، إلى العمل، دون هوادة، لمقاومة الأمراض والآفات الاجتماعية، التي تفاقم خطرها، و عم شرها، و أصبح لزاما على الجميع التصدي لها، والتعاون على مكافحتها، والقضاء على عوامل و أسباب انتشارها.

– تناشد الشعب الجزائري المسلم أن يلتف حول ثوابته و مبادئه، و يدافع عن كرامته ووحدته؛ وأن يظل متمسكا بقيم دينه ومقومات شخصيته التي بها احتمى من التفكك و الانحلال، و بها قاوم الاندماج و الانقسام، و بها انتصر على الغزاة والأعداء.

و كما كان الإسلام ضامن وحدته، و مصدر قوته و عزته، فسيظل حصنه المنيع و ملاذه الأمين، به يعزز وحدته، و في ظله يحقق انسجامه وتماسكه.

قال تعالى: ” واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا…”