تعس الحراقون

 

الصادر بتاريخ: 08 نوفمبر 2020 م 

إنها عصابة مجرمة، اختارت سبيل الإجرام طريقة في توهين الدولة الجزائرية، وما هي مهينة إياها بإذن الله وهي عصابة جبانة سلطت عدوانها البذيء على الطبيعة، بعد أن يئست من مهاجمة المنشآت، لأن للمنشآت حماة من شباب الجزائر، ساهرين، وما هي إلا حثالة من العملاء تبيع شرفها وشرف وطنها بالأوهام، وبما هو خائب من الأحلام، يخربون  وطنهم بأيديهم، ويبهجون عدوهم بإهانة أنفسهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، وهم لغبائهم لا يدرون أنهم هم الخاسرون، خسروا الدنيا التي يجهلون بمنافعها وما هم لها مالكون، وخسروا أنفسهم بخيانتهم وبما يكسبونه من العار والخزي، إنهم عاجزون اليوم عن أن يفخروا بما فعلوا، ولا هم قادرون حتى على أن يتبادلوا التهاني على ما أجرموا، ألا إنهم هم الخاسرون. خسروا الدنيا والآخرة فهم اليوم في خيبتهم يعمهون.

أوهمتهم أحلامهم أنهم بجريمتهم النكراء ينالون من الجزائر بالانتقام من الطبيعة وما خلق الله من الغابات والأشجار المسبحة، وما حسبوا أن في الجزائر مواطنين مخلصين. وأبطالا ساهرين تجمعوا في هيئة الحماية المدنية، وتجمع إخوة لهم في هيئة حراس الغابات، ونهض غير هؤلاء من المواطنين من ساهم في إخماد الحرائق وإنقاذ السكان المهددين بألسنة اللهب وتخليص الحيوانات البريئة من جريمة العدوان.

نحيّ رجال الحماية المدنية الذين أثبتوا من الشجاعة واليقظة ما يغيض العدو قبل ان يبهج الوطني الصديق، ونحيّ أبطال حماية الغابات الذين يستحقون التقدير من شعبهم والتحية من أمتهم، إنهم خير خلف لسلفهم من الأبطال الذين حرروا الجزائر من نير الاستدمار. والذين لا يماثلهم في الاتجاه المعاكس إلا ما استرذل من الخلف الذين لا يألون سلفهم ولا أمتهم إلا ولا ذمة. فبقدر ما ينال رجال الحماية المدنية وحماة الغابات من التهليل لهم وافتخار أمتهم بهم، بقدر ما ينال المجرمين المخربين  من الخزي والعار، إنهم اليوم يتوارون من أمتهم من سوء ما أجرموا. ولا يجرأ أحدهم أن يجهر بسوء ما فعل.

سوف يحي الله غاباتنا بعد جرائم المفسدين كما أحياها إثر الحرائق التي أضرمها حينها جيش الاستعمار، وسوف يتضاعف جهد الاستعداد لدى الهيئات الوطنية المتولية حماية المواطنين والممتلكات ولن يزيد المجرمين جرائمهم عند أمتهم إلا مقتا، ولن يزيدهم عند ربهم إلا خسارا والعاقبة لأمتنا ولمن أحسن الظن بربه وبها، والله لا يحب الكافرين.