الجزائر أمة عبر التاريخ

 

لو لم تكن الجزائر أمة عبر التاريخ كيف أمكن للأمير عبد القادر أن يقاتل الاستعمار لمدة 17 سنة؟

ألم تكن مقاومته باسم الجزائر من وجدة إلى سوق أهراس؟

ألم تكن ثورة المقراني باسم الأمة الجزائرية؟

ألم تكن ثورة أولاد سيدي الشيخ بإسم الإسلام الذي يشكل وجود الأمة الجزائرية؟

ألم تكن ثورة الشيخ آمود بإسم الوحدة الوطنية التي تقوم عليها الجزائر؟

وكيف نجحت ثورة نوفمبر الخالدة بمقاومة الاستعمار في جميع مناطق الجزائر الست؟

لقد نبه المجلس الإسلامي الأعلى في الكثير من الندوات الفكرية التي ينظمها بمساهمة المؤرخين والمثقفين، وبالذات في الندوة الموسومة بـ (تاريخ الاستراتيجية الاستعمارية في الجزائر) المنعقدة يوم 2018/03/18 ، إلى الإرث الاستعماري ومستويات العجرفة العالية التي بلغتها ثقافة النخب الفرنسية في تعاملها مع الشعب الجزائري، وتنكرها المستمر لمكانته التاريخية وغمط حقوقه المشروعة في العيش كريما باستقلاله والتمتع بسيادته، وسعيها الدائم إلى النيل من نسيج مكوناته الثقافية والاجتماعية والمساس بمؤسساته السيادية.

إن الرئيس الفرنسي بتصريحاته غير المسؤولة، يأمل منذ زمن في أن يقوم بدور من سبقه ويتقمص بصفة خاصة شخصية (ميتران. Meteran)، المعروف بمواقفه العدائية للشعب الجزائري أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال وهو الذي تنكر للمساعدة الجزائرية التي لولاها ما وصل إلى رئاسة فرنسا، كما هي سجية كل من ينكر انتصار الشعب الجزائري واسترداده لسيادته وحريته عبر الثورة التحريرية المباركة التي تجاوزت أنوارها إلى تحرير الكثير من الشعوب المستعمرة.

لا يزال نجاح الثورة التحريرية في استرجاع سيادة الدولة الجزائرية واستعادة مكانتها الدولية، يثير من حين لآخر مواقف حاقدة وتصريحات طائشة وتصرفات غير مسؤولة من بعض القوى الاستعمارية التقليدية، التي تتناقض مع الأعراف الدولية التي تحكم علاقات الدول والشعوب، مسخرة ما يستجد من الوسائل والأساليب في المساس بالشعب الجزائري، وهي تعمل على منعه من التمتع بالحياة الكريمة وبناء تنمية يتخلص بها من الاستعمار الحديث.

إن الاستعمار الفرنسي الذي يستند في توجيه سهامه الظالمة وبث سمومه الحاقدة على زمر منسلخة من هوية وأصالة الشعب الجزائري، التي تطمح (حالمة) إلى فرض النموذج الاستعماري الفرنسي على الشعب الجزائري تحتاج اليوم إلى الكف عن الاعتماد على دعم وتمويلات القوى الاستعمارية الخارجية، وأن تيأس من تسويق أحلامها الاستعمارية، وبالذات في المؤسسات التعليمة الخاصة وأدوات توجيه الرأي العام، وهي الأبواق التي تتبجح بالإصرار على المساس بمقدسات الشعب الجزائري والاعتداء على ثوابته وتشويه منجزاته التاريخية.

إن مؤسسات الدولة الجزائرية، تستمد شرعيتها وقوتها من الشعب الجزائري، وفي طليعتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي السليل الأصيل لجيش التحرير الوطني وهو المستأمن على وديعة الشهداء الأبرار، وبذلك فهو مستغنى عن شرعية التحالفات العسكرية الدولية العابثة بنسيج الشعوب والناهبة لخيراتها والمستولية على مقدراتها.